الألعاب الإلكترونية هي أحدى أكثر وسائل المتعة الحديثة تطورا
و نجاحا ، فالتطور الذي وصلت إليه الألعاب الالكترونية
في اواخر التسعينيات و بداية الألفية الجديدة كان سريعا و خاطفا ، و كثير من عشاق الألعاب كانوا و مازالوا يطالبون بأن تصنف
الألعاب الإلكترونية على أنها الفن الثامن ، لأنها تعطي للاعب تجربة فريدة لا توجد
في مثيلاتها من وسائل المتعة الأخرى كالكاتب و الأفلام و الرسم و الموسيقى ، فهي تجمع كل تلك الفنون في
إطار.
فمن خلال الألعاب الإلكترونية يمكن للاعب ان يعيش اجواء القصة بشكل
تفاعي لا تخضع إلى مسار ثابت في كشف اسرارها ، بل تختلف باختلاف شخصية اللاعب ، و
قد تصل إلى بعض الأحيان إلى تغيير منحى القصة بشكل جذري بناء على القرارات التي
تتخذها اثناء سير القصة، و الموسيقى تخلف بشكل ديناميكي بين المواقف و الأحداث و
الأفعال التي تقوم بها في اللعبة ، ولا تخضع إلى نسق أو وتيرة ثابته أبدا ، و
الأسلوب الفني في الرسوم يختلف باختلاف البيئات و المناطق و مواضيع اللعبة .
... يمكن من خلال بعض الألعاب (Skyrim, Dragon Age,FallOut3, Mass Effect …) ان تلعب دور البطل المغوار ، الذي يساعد جميع
الناس و يحارب من أجل العدالة و تحقيق السلام، أو الطاغية المخرب الذي يسعى إلى السيطرة
على العالم و تدمير كل من يقف في طريقه ، و ذلك من خلال قرارات مصيرية تتخذها
اثناء فترة اللعب الكلية .
مثلا ، في لعبة FallOut3 ، في احدى المهمات ، يطلب منك أحد الأثرياء
الاشرار إصلاح جهاز التدمير للقنبلة الذرية الموجودة في أحدى البلدات و من ثم
تفجيرها، حتى يقوم بسد جوعه المنحرف في رؤية الدمال المخلف وراء التفجيرات النووية.
و
بالمقابل يطلب من شريف تلك البلدة إبطال جهاز تدمير القنبلة و إزالته بشكل نهائي حتى لا يعبث به أحد و يضمن
بذلك سلامة أهل البلدة .
و
يبقى الخيار الأخير لك، إما في أخذ الأموال الطائلة و شراء أقوى الأسلحة و الذخائر
المتوفر بسهولة ويسر ، و التسبب بقتل بلدة بأكملها من أطفال و نساء و رجال ، و
مسحها من الوجود .
أو يمكن ان تكسب حب اهالي البلدة بإبطال
مفعول القنبلة بشكل نهائي ، و ضمان ان سلامة الجميع و ولائهم.
و هذا مثال بسيط عن نوعية القرارات
الأخلاقية التي تواجه اللاعب في ألعاب الفيديو الحديثة ، و التي غالبا ما تعكس
طبيعة اللاعب الشخصية ، أو انها قد تنمي أفكار و توجهات خاطئة أو (غير سوية) في
الشخص و تصبح جزء من شخصيته إذا ما استمر بالتعامل مع المواقف المشابه بالطريقة
الخاطئة .
و هناك الكثير من الألعاب التي تم صنعها من
قبل اشخاص ملحدين أو من ديانتا و معتقدات أخرى ، و يتم عرض أفكارهم و توجهاتهم من
خلال القصة بطرق ملتوية و بشكل مخالف لتعاليم ديننا الحنيف و معتقداتنا الإسلامية ، فترى بعض
القصص في تتكلم عن الذات الإلهية بشكل غير لائق ، او تروج لفكرة تناسخ الأرواح ،
او تصل إلى بعض الأحيان بجعل الشخصية
الرئيسية في اللعبة (الشخصية التي تعلب بها) شخص لا يؤمن بوجد الله (استغفر الله)
، وذلك من الناحية الدينية .
فد
ترا في بعض الألعاب الأخرى كلعبة Grand Theft Auto الترويج الصريح و الواضح للعنف الغير مبرر ، و الإباحية الواضحة و
الافكار الإجرامية كسرقة السيارات و بيع المخدرات و قتل المنافسين في تجارة
المخدرات و القمار و العديد من هذه الأمور التي لا تخطر على بال إلى شخص عادي ،
بالإضافة إلى الدعوات العنصرية المنتشرة بها و التي يتم التلفظ بها باللعبة و
كأنها كلمات عادية ، فمثل هذه الألعاب لها تأثير كبير جدا على من يلعبها بمختلف
الطرق .
لذى ، ترى في الدول الغربية و أمريكا الشمالية
و بعض الدولة الأسيوية و استراليا و نيوزيلندا خضوع جميع الألعاب الإليكترونية إلى
تقييم من قبل لجنة وطنية متخصصة في تقييم الألعاب و تحديد الفئات العمرية المناسبة
لهذه الألعاب ، وطبعا تختلف معايير التقييم من بلد إلى بلد لاختلاف الثقافات و
المعتقدات و المجتمعات .
يوجد العديد من انظمة التقييم المستخدمة
حاليا ، يستخدم نظام CERO في اليابان (Computer Entertainment Rating Organization) و نظام ESRB(Entertainment Software Rating Board) في الولايات المتحدة و كندا، و نظام PEGI (Pan European Game Information) في الدول الأوروبية، و GRB (Game Rating Board) في كوريا الجنوبية، و USK (Unterhaltungssoftware Selbstkontrolle) في ألمانيا ن و العديد من أنظمة التقييم
الخاصة بالألعاب .
والجدير بالذكر بأن جمهورية أيران هي الدولة
الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تملك نظام وطني خاص لتقييم الألعاب قبل صدورها
في الأسواق الإيرانية و المسمى ESRA (Entertainment Software Rating Association)، و
توجد أيضا دولة أخرى في المنطقة تملك نظام تقييم للألعاب لكن لا اريد ذكر اسمها .
تقسم الألعاب إلى فئات بحسب محتوياتها ، و
طبعا تختلف التقسيمات من دولة (أو نظام) إلى دولة أحرى ، و لكن يبقى الإطار العام
موحد تقريبا بين الجميع .
يتم تقسم الألعاب إلى 5 إلى فئات تقريبا، و
تصنف بشكل عام ابتداء من الأسفل الترتيب
- G عام (تصلح لجميع الفئات العمرية) مثال : Super Mario , Sonic, Jak and Daxter
-
PG رقابة الأهل ، و هي مشابه للفئة التي تسبقها بوجود بعض عناصر
الأكشن الإثارة (تصلح لمن هم أكبر من 10 سنوات) مثال : Earthworm Jim
- T للمراهقين ، تصلح للفئات العمرية التي اكبر من 13 سنه فقط مثال : Ico , Shadow of the Colossus
- M للبالغين ، تصلح لمن هم
اكبر من 18 سنه فقط مثال : Skyrim, L.A. Noire,
-
AO للبالغين فقط ، و هي مخصصة فقط للألعاب ذات الطابع العنيف جدا أو
الإباحية ، و لا يوجد جهاز ألعاب منزلي على الإطلاق سمح بإصدار مثل هذه الفئة على منصته.
و هذه الأنظمة وضعت لهدف واحد فقط ، ضمان
تقييم الالعاب بشكل نظامي و واضح بحيث يتم تحديد الفئات العمرية المناسبة لكل لعبة
للتأكد من عدم وقوعها بأيدي من قد يتأثروا بها بالشكل الخاطئ كالأطفال مثلا في
ألعاب الأكشن و ضعاف القلوب لألعاب الرعب ، و منع الألعاب التي تتجاوز المحظور في
محتوياتها كالألعاب الإباحية من دخول الدولة بشكل نهائي .
فإذا كانت الدول الغربية تضع أنظمة و قوانين
لمراقبة و تصنيف الألعاب ضمانا و حفاظا لمجتمعاتهم.
فبات من الواجب علينا و على الجهات المعنية
عن رقابة المواد الإعلامية و الترفيهية في معظم الدول الإسلامية و العربية من وضع
معايير واضحة و مستنبطة من مفاهيم ديننا الحنيف لراقبت الألعاب الإلكترونية التي
تدخل دولنا ، حتى لا يتم استخدامها بالطرق السيئة و الغير سوية ، و ضمانا لمعتقداتنا
من التشويش الخارجي ، و حفاظا لأبنائنا و شبابنا من الانسياق وراء بعض الأفكار
المغلوطة في بعض الألعاب .
و دمت سالمين